رسالة من الرئيس

هدفنا هو الربط بين الهيئات الاقتصادية وتوجيهها وتبسيط المقاربات التي تعتمدها وفتح آفاق جديدة أمامها، وذلك بفضل الروابط عالية الجودة والعلاقات الشخصية التي استطعنا إنشاءها على مرّ السنين.

لا شكّ أنّ ترؤس غرفة تجارة وصناعة تغطّي أكثر من عشرين بلدًا، إذ إنّ الغرفة العربيّة السويسرية للتجارة والصناعة (Chambre arabo-suisse du commerce et de l’industrie – CASCI) تضمّ 22 بلدًا عربيًّا بالإضافة إلى سويسرا، يشكّل تحدّيًا مهمًّا في زمنٍ يسهل فيه على الفرد العثور، تقريبًا، على جميع المعلومات التي يبحث عنها على الإنترنت.
تاريخيًا، كانت غرفة التجارة الدولية، سواء أكانت ثنائية أو متعددة الأطراف، تهدف إلى فتح آفاق جديدة وتسهيل الاتصالات وتوفير جميع أنواع المعلومات أو الوثائق السياسية الاقتصادية أو التجارية المتعلقة بأي بلد من البلدان التي تؤمّن لها الغرفة الخدمات. فضلاً عن ذلك، تقدّم الغرفة، عند الضرورة، مساعيها الحميدة أو تعرض الوساطة في حال مواجهة أي صعوبات. ومع سهولة الوصول مباشرةً إلى عددٍ لا يحصى من المعلومات عبر الإنترنت، اعتاد أولئك الذين كانوا من المستخدمين الدائمين لموقع الغرفة (أعضاء الغرفة أو من خارجها) على خدمة أنفسهم مباشرة على الشبكة. ولم تفلت الغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعة، مثل غرف التجارة الأخرى، من هذه الموجة، ما حثّنا جميعًا على إعادة التفكير، بصورةٍ أساسيةٍ، في الموقع والدور الذي علينا أن نضطلع به من الآن فصاعدًا داخل المجتمع التجاري والصناعي شديد الترابط في القرن الحادي والعشرين.

بالنسبة إلى الغرفة العربيّة السويسرية للتجارة والصناعة، إنّ التحدّي المتمثّل في إعادة تحديد دورها وموقعها يتّخذ أهميّةً أكبر ذلك بأنّ الغرفة تغطّي سويسرا و22 بلدًا عربيًّا. وتأتي اختلافات هذه البلدان الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية لتضفي نمطًا مميّزًا على المهمّة التي نقوم بها.

لقد حافظت الغرفة العربيّة السويسرية على دورها التاريخي، الذي كان قائمًا على تصديق المستندات التجارية لاستيراد السلع. غير أنّ الغرفة، مثل غيرها من المؤسسات الكثيرة الأخرى، لم تجد أمامها سوى أن تتحوّل أكثر وبمرور الوقت، إلى منصة “للتواصل الشبكي” والترويج المهني لأعضائها. ومع ذلك، لا تزال تحافظ على مكانةٍ دبلوماسيةٍ قويّةٍ بفضل الدعم المستمرّ لسفارات وقنصليات الدول الأعضاء في الغرفة. إنه إرثٌ جميلٌ تركه لنا أمين عام الغرفة الراحل السيّد إلياس عطيّة، الذي أقام، لصالح الغرفة العربيّة السويسرية وأعضائها، شبكة فعّالة جدًّا ونشطة من الاتصالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية. أما الأمين العام الحالي، السيّد بهاء العطار، الذي ينتمي هو نفسه إلى عالم الدبلوماسية الاقتصادية، قد تمكّن من الحفاظ على هذه المكانة الدبلوماسية والاستفادة منها، الأمر الذي يمنح الغرفة العربيّة السويسرية سمعةً وكفاءةً مهمّتين أمام السفراء والقناصل المعتمَدين لدينا.

في الإطار نفسه، أقامت الغرفة العربيّة السويسرية للتجارة والصناعة علاقات وثيقة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات في جنيف (Geneva Chamber of Commerce, Industry and Services – CCIG)، والتي تتيح لأعضاء الدول العربية الوصول إلى العديد من الخدمات ومصادر المعلومات في سويسرا وجنيف. يهدف المشروع حاليًا إلى تطوير قنوات اتصالات ومجالات تعاون مماثلة مع غرف التجارة الأخرى الإقليمية أو في المقاطعات في سويسرا (لا سيما زيورخ وبازل).

لقد أظهر الوباء عن مدى أهميّة تبادل الخبرات والمعرفة. ستواصل الغرفة العربيّة السويسرية جهودها مع أعضائها، الذين ينتمي العديد منهم إلى مجال الطبّ أو المجال الاستشفائي أو الصيدلاني، لتكثيف عمليّات التعاون المتبادل وعمليّات تبادل ونقل المعرفة في قطاع الصحة والحفاظ على استمراريّتها، لا سيما في أوقات الأزمات. وستكون المجالات الرئيسة الأخرى، مثل الاستثمارات والمشاركة في مشاريع البناء الكبرى والعمليّات التجارية أو قطاع السياحة، موضوع نقاش في الاجتماعات، بهدف تعزيز التعاون بين العالم العربي وسويسرا.

أما في ما يتعلّق بإعادة إطلاق المشاريع وإعادة تشغيلها، فقد تواصلت معنا أوساط من القطاع الاقتصادي وقطاع الأعمال في السودان، والتي أبدت عن رغبةٍ في الترويج للسوق السوداني في سويسرا في ضوء التغيّرات السياسية التي شهدتها البلاد وإشارات الانفتاح الاقتصادي المرتبطة بها.

لا شكّ أنّ المنتدى الاقتصادي العربي السويسري، الذي أُلغي العام الماضي، لا يزال أحد أهم الأولويّات لدينا، ويحدونا أملٌ كبيرٌ في أن نتمكّن من إعادة تنظيمه قبل نهاية هذا العام، “حضوريًا” كما يُقال اليوم…

لقد تمّ تجديد الموقع الالكتروني للغرفة العربيّة السويسرية وتحسينه، وبات التفاعل عليه أمرًا سهلاً وممتعًا، وذلك بفضل موهبة مشرف الموقع لدينا، ما يتيح لي أن أعرّف بالغرفة وأن أسلّط الضوء على دورها في تعزيز قطاع الأعمال والتجارة وتبادل وجهات النظر وتسهيل قنوات الاتصال بين سويسرا والعالم العربي. هدفنا هو الربط بين الهيئات الاقتصادية وتوجيهها وتبسيط المقاربات التي تعتمدها وفتح آفاق جديدة أمامها، وذلك بفضل الروابط عالية الجودة والعلاقات الشخصية التي استطعنا إنشاءها على مرّ السنين. لقد أظهرت أزمة الجائحة الأخيرة، مرّةً جديدةً، أهميّة وجود علاقة قويّة وبسيطة ومباشرة وفعّالة بين الدول العربية وسويسرا. وبهذه الروحيّة، يسعدنا أن نكون تحت تصرّف الجميع. لكم منّا جزيل الشكر للوقت الذي منحتمونا إياه! أتمنّى أن تستمتعوا بتصفّح موقع الغرفة الجديد.

جان بول فولييتي

رئيس مجلس الإدراة
شريك في شركة المحاماة Lalive SA، جنيف

Jean Paul Vulliety

جان بول فولييتي, رئيس مجلس الإدراة
شريك في شركة المحاماة Lalive SA، جنيف